حوار مع الدكتور محمد البغدادي «رحمه الله» حول: “إشكاليات اللغة وتدريس العلوم، والبحث العلمي”

حوار مع الدكتور محمد البغدادي «رحمه الله» حول: “إشكاليات اللغة وتدريس العلوم، والبحث العلمي”

حاوره: يونس حباش

 

س. أنت صاحب خبرة كبيرة في التدريس والإنتاج العلمي والترجمة، درست بالفرنسية والإنجليزية والألمانية وأصدرت موسوعة باللغة العربية وهي “أسس الفيزياء المعاصرة”. ما طبيعة العلاقة بين اللغة والعلم؟ هل اللغة مجرد أداة محايدة لإيصال العلم والمعرفة؟ أم أنها أكبر من ذلك، ترتبط بالفكر والثقافة والإنسان؟ وبتعبير أدق هل هناك لغة أو لغات علم وأخرى غير صالحة للعلم؟

ج. الجواب طبعا هو لا. لا توجد لغة للعلم ولغة لغير العلم، فاللغة جزء من الإنسان، وأداة لتواصل الإنسان مع الآخرين. وتواصله يعني أنه يستطيع أن يعبر عما يريد؛ يشتري، يبيع، يناقش.. هذه هي مراحل أو قل وظائف اللغة البدائية، والتي قد تقتصر على ألف أو ألف وخمسمائة إلى ألفي كلمة على الأكثر. لكن هذا لن يجعل هذا الإنسان إنسانا متحضرا قادرا على التواصل، فحتى يتواصل على نحو فعال، عليه أن يعبر عن عواطفه ومشاعره، وعن تذوقه لمختلف الأشياء، وهذا سيغني ثقافته وفكره ولغته. من هنا تجاوز الإنسان ألفين إلى خمسة آلاف وستة آلاف أو أكثر من الكلمات. ثم على هذا الإنسان أن يعبر عما يشعر به في الطبيعة؛ يسمع أصواتا عليه أن يعينها، عليه أيضا إذا كان حساسا أن يفرق بين حفيف الأوراق في الشجر وخرير المياه، وألا يسمي كل شيء ضجة أو ضوضاء… الخ.

ثم تأتي بعد ذلك المراحل المعرفية الأخرى وهي أكثر تركيبا، ومعناها بشكل عام العلم، والتي تتطلب من الإنسان أيضا إذا جرب ورأى، أن يضع نتائج هذه التجربة بهذه اللغة. باختصار كبير جدا؛ لا يمكن تفريق اللغة إلى عدة أشياء. فإما أن تكون لغة كاملة عامة أو تكون لغة بدائية تصلح فقط -حتى نتحدث كما يتحدث الفرنسيون- للتفاهم مع الخادمة في الدار لا أكثر ولا أقل.

س. يحاجج البعض بالقول إن تدريس العلوم ومختلف التخصصات الدقيقة يمكن أن يتم بأي لغة، فهي عندهم مجرد أداة، وهو ادعاء يستخدم في القول إن اللغة العربية غير صالحة أو ضعيفة ولا تستطيع أن تكون لغة تدريس للعلوم والتقنيات.

هل هذا السؤال صحيح؟

ج. اللغة ليست أداة، بل هي جزء من تكوين الإنسان، وهي ليست شيئا حياديا أستعمله أو لا أستعمله، لكل كلمة في اللغة التي تشربتها منذ ولادتي، والتي تعلمت بها،  ذاكرة معينة، ويصبح لها معنى معين لا يمكن لأي لغة أخرى أن تعبر عنه.

يمكن أن تحب فتاة بلغة أجنبية، عندما تخاطبها بلغة أجنبية أؤكد لك أنك لن تشعر بنفس الشعور كما لو كنت تخاطبها بلغتك الأم، لأن لغتك الأم علمتك عندما تقول “عزيزتي” أو “صديقتي”، فلهذه الكلمة تاريخ طويل عندك، لا يمكن للغة الأجنبية – إلا إذا عشت فترة طويلة جدا في المجال الأجنبي- أن تعطيك نفس المعنى. وهذا يصح أيضا في العلوم، فالعلم يجب أن أتعامل معه، يجب أن يكون له تاريخ معي، وحتى يكون هناك تعامل، ويكون هذا التاريخ بيني وبين العلم، يجب أن أنمي الذاكرة؛ ذاكرة هذه الكلمة وذاكرة هذه اللغة، وأضع مصطلحا يتفق مع المحتوى الذي أُريد أن أعبر عنه في الكلام العلمي. فجزء مما تقوله لا ينطبق على واقع أي بشر، والذي أستغربه هو أن تطرح هذه المشاكل فقط في البلدان المتخلفة التي نعتبر مع الأسف جزءا منها.

في فنلندا يعيش خمسة ملايين نسمة لغتهم مختلفة عن كل اللغات الأوروبية الأخرى وباقي الدول التي تجاورها، لكنهم يدرسون كل شيء بلغتهم، ولم يطرح فنلندي واحد التساؤل عن أن اللغة أداة، وأنه ينبغي أن يتكلم لغة أخرى، أو يتعلم أو يفكر بلغة أخرى غير اللغة الفنلندية، والأمثلة لا تحصى.

أعطني مثالا واحدا في العالم عن أمة قررت استعمال لغة غير لغتها وتقدمت.

س. ما هي أسباب وخلفيات طرح هذه الأسئلة التشكيكية في أهلية وصلاحية اللغة العربية لتدريس العلوم ؟ ومن أين أتت هذه الفكرة ؟

ج. بكلمة واحدة؛ أتت هذه الفكرة من التخلف، والذي يعبر عنه الجهل والفقر والأمية من جهة، ومن جهة ثانية يعني السيطرة الخارجية، والاثنان مرتبطان ببعضهما البعض. الأمية تجعل اللغة المنتشرة هي لغة الألفين إلى ثلاثة آلاف كلمة. فهذه الأمية تجعلنا لا نستطيع أن نعبر عن مشاعرنا، بل حتى عن الأشياء اليومية بكلمات دقيقة. خُذ مثلا في المغرب، عندما تتكلم مع شخص ما، كلمة “هاد شي” تتكرر أكثر من أي كلمة أخرى في حديث لا يتجاوز مائتي كلمة؛ لأنه ليس لديه القدرة على إعطاء كلمة معينة لشيء معين، هذا مظهر التخلف الأول.

المظهر الثاني للتخلف، والمرتبط بالأول، هو السيطرة الأجنبية والتي كانت ولا زالت تبرر نفسها بالقول: نحن جئنا لأنك غير قادر، جئنا لنثقفك، جئنا لنحضرك، جئنا لنُعلمك، وحتى نُعلمك يجب أن تكون لديك لغة العلم التي لا تتملكها.

ونحن العرب نقتنع بشكل أو بآخر بما قيل لنا، ويقتنع بعضنا أحيانا ليس لأنهم مقتنعون، ولكن لأن مصلحتهم تسير في هذا الاتجاه، وهنا ندخل في اتجاه آخر وهو المجال السياسي، ليس أكثر.

س. استفاد العرب من الأمم الأخرى مثل الهند واليونان والفرس، واعتمدوا الترجمة وطوروا العلوم في العصر العباسي وفي حضارة بلاد الأندلس، وتركوا تراثا علميا كبيرا وهذا التراث أنت مهتم به ومن أهله، ونذكر بهذه المناسبة رشدي راشد والمهدي المنجرة، وكثير من العلماء الذي اهتموا بذلك وعملوا على توطين العلم بالعربية. فهل حدثت القطيعة وجاء التخلف والانحطاط فقط بسبب السيطرة الأجنبية؟ والسيطرة اللغوية؟ لماذا لم نستطع أن نستمر ؟ حبذا لو تعطينا صورة ؟

ج. هذا سؤال صعب وطويل، لكن لنحاول شيئا فشيئا الإجابة عليه.

أولا: عندما تأسست الدولة العربية الإسلامية، كان العرب، ككل دولة، بحاجة لمؤسسات وبحاجة لمن يقوم على هذه المؤسسات، فكان همهم الأول هو خلق المؤسسات والاستفادة مما هو موجود. وما كان موجودا آنذاك هو العلم اليوناني بشكل أو بآخر؛ لأنه لا تنس، مثلا: أن سكان سوريا وهم السريان كانوا يتكلمون اليونانية، فاللغة اليونانية موجودة في أرضهم، وعندما تكون عالما تبدأ تبحث عما فعل الآخرون، إذن تفتش، تترجم، لترى ماذا فعلوا، فالترجمة ليست هي الأساس، بل الأساس هو بدء العلم، والعلم يحتاج إلى معرفة ماذا فعل الآخرون، فبدأت الترجمة عن اليونانية. وعن مدارس أخرى في بلاد فارس والهند، فتأسس في العهد الأموي، ولكنه بلغ أوجه في العهد العباسي، مثلا بيت الحكمة الذي أنشأه هارون الرشيد وعمل فيه بشكل خاص، وأشرف عليه ابنه المأمون. لكن كانت فترة ترى فيها الترجمة والتأليف والإبداع في نفس الوقت. مثلا في الوقت الذي كان فيه الحجاج بن مطر يترجم كتاب “الأصول” لإقليدس كان زميله الخوارزمي ينشئ ثورة علمية رياضية هي اختراع الجبر، في كتاب “الجبر والمقابلة” في عام 830.

هذه الحضارة دامت علميا على الأقل ثمانية قرون، لماذا انحطت؟ هذا سؤال يطرح بالنسبة لكل الحضارات.

وعندما أقول الحضارة العربية الإسلامية فهي تمتد من حدود الهند إلى المحيط الأطلسي. ففي الأندلس علماء وفلاسفة كبار، منهم مثلا ابن رشد الذي كان  مثالا بفلسفته العقلانية، اعتبرته الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا، من أعداء الله. في المغرب، لديك ابن البناء، وابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، وابن ميمون الفيلسوف والطبيب واللاهوتي اليهودي الذي كتب كتاب “دلالة الحائرين” بالعربية ثم تُرجم للعبرية، وكثير من العرب والمسلمين الذين قرؤوا هذا الكتاب لم يكونوا يعرفون أن المؤلف يهودي.

ولنعد إلى السؤال الذي من الصعب الجواب عليه في هذا الحيز، لماذا تنحط الحضارات ؟ كل الحضارات تبدأ، تنمو ثم تتلاشى.

قد يكون السبب في أن الحضارات عندما تبدأ بالإنفاق على أملاكها أكثر مما تستطيع أن تنتج، ويمكن القول نفس الشيء اليوم عن الحضارة أو الامبراطورية الأمريكية التي قد تكون الآن في حالة تلاشي؛ لأن الحروب التي قامت بها كلفتها أكثر مما يمكن لاقتصادها أن يملك أو يحتمل، وهذا ما يمكن أن يفسر وجود ترمب في الحكم والأشياء التي يقوم بها بغض النظر عن نفسه وعن طريقة تعامله الشاذة بكل المقاييس، لكن محتوى سياسته لها تفسير عقلاني، سياسي، واجتماعي.

س. عندنا معاهد للتعريب ومجامع لغوية عربية منها مكتب تنسيق التعريب، أنتجوا معاجم موحدة للمصطلح العلمي في الفيزياء وفي الرياضيات وفي الهندسة وفي جميع التخصصات التقنية، لماذا لا تستعمل، كيف سنستفيد من هذه الثروة؟ ثم كيف سنؤسس تقاليد علمية في مجتمعنا ؟ من أين نبدأ ؟

ج. التقاليد العلمية لا يمكن أن ترسخ وتتوطن في البلد إلا إذا بدأنا من البداية. والبداية فيما يتعلق باللغة والعلم هي نشر اللغة ونشر العلم ابتداء من السنوات الابتدائية، ومهمة التدريس هنا هامة جدا جدا.

إذا كنت لا أدرس بلغتي وإذا كنت لا أعمل بلغتي، وإذا كنت حتى عندما أتكون وأصبح طبيبا أو مهندسا يكون حلمي هو أن أغادر البلد، فكيف يمكن أن تخلق تقاليد على هذا الشكل. التقليد يعني المدرسة، والمدرسة استثمار هائل جدا، لأن أكبر ثروة هي هذا التكوين، والاستثمار على المدى المتوسط والبعيد، بينما المستثمر العادي يريد أن يستثمر على المدى القصير. هذا الفرق بين المستثمر العادي وبين الدولة التي يجب أن تستثمر على المدى المتوسط والبعيد. بلداننا العربية لا تستثمر في التعليم ولا تستثمر في التكوين العلمي، ولذلك  تراها لا تريد أو لا تستطيع أن تعلم باللغة العربية.

س. سبق أن دُرِّسَتِ الفيزياء والميكانيكا والطب باللغة العربية، في بلدان عربية وكان هناك متفوقون في العالم، لكن أجهضت التجربة وأجهض معها تأسيس هذا التقليد ؟

ج. صحيح. إن العالم العربي ككل يسير الآن في فترة تراجع أكثر مما هي فترة تقدم. يمكنني أن أقول إن فترة الخميسينات من القرن الماضي كانت تحمل آمالا أكبر بكثير مما تحمله الأوضاع الآن، وكان هناك نوع من النهضة، ونوع من الشعور بالكرامة أعتقد أنه يزول شيئا فشيئا، أو يتراجع، حتى نبقى متفائلين. الذي تريد أن تشير إليه بمعنى آخر مسألة المصطلح العلمي، هذه المسألة أجدها فزاعة لمن لا يريد أن نتعلم باللغة العربية فيقولون لك المصطلح، والمصطلح ككل كلمة نتعارف على أنها تعني كذا. والمصطلحات العلمية ليست مختلفة عن المصطلحات الأخرى. كلمة اصطلاح معناها اتفاق، معناها تعارف، معناها قرار، فحتى تقرر يجب أن نجتمع ونعد المعاجم وهناك تجارب لا بأس بها رغم بعض المآخذ، لكن يجب أن أستعمل المصطلح وإلا سيموت. والاستعمال يكون في التعليم والبحث وهي مسألة إرادة وقرار.

س. هذا يحيلنا إلى ضرورة استعمال المصطلح في الكتاب المدرسي والتعليم الجامعي.

ج. التدريس الجامعي لا يوجد باللغة العربية. وأنا كتبت كتاب “أسس الفيزياء المعاصرة” باللغة العربية بعد أن تقاعدت؛ لأني أولا قضيت 32 سنة في كلية العلوم بالرباط؛ حيث التدريس باللغة الفرنسية، وأعتقد أنني ألقيت محاضرة واحدة باللغة العربية بمناسبة مؤتمر عن اللغة العربية، لكن ما عدا ذلك كنت لا ألفظ كلمة واحدة باللغة العربية. كتبت باللغة العربية بعد التقاعد. وكان عملي في أغلب الأحيان هو ترجمة ما كتبته باللغات الأخرى.

س. قمتُ بمقابلة مع بعض أساتذة الثانوي التأهيلي. هناك شبه إجماع على أن التدريس يتم عمليا داخل حجرة الدرس بالدارجة والعربية والفرنسية، ويقومون بذلك مضطرين لأن هناك مشكلة في الفهم والاستيعاب بالنسبة للمتعلم، إضافة إلى أن هناك جيل جديد من المدرسين مستواه في الفرنسية ضعيف، وبعضهم يقر بهذا. في ظل هذا الوضع، هل يبقى التعريب هو الحل الوحيد؟ أم نسير إليه بالتدرج؟ ما هو الاختيار الراشد بالنسبة للمدرسة؟

ج. الاختيار الراشد كان موجودا منذ أربعة أو خمسة عقود، في وقت كان فيه الأساتذة يتقنون إلى حد ما اللغة الفرنسية. وكان هناك أساتذة فرنسيون. هؤلاء كانوا لا يعرفون العربية ويدرسون بالفرنسية، ومستوى التلاميذ بالفرنسية كان لا بأس به، لأنهم بدؤوا الفرنسية من المدارس الابتدائية.

رأيت  فيلما وثائقيا بمؤتمر نظمته السفارة الفرنسية سنة 1984 أو 1985 من القرن الماضي، أرادوا من خلاله أن يبينوا أهمية التدريس باللغة الفرنسية كلغة علم وتقنية، وكان هذا عنوان المؤتمر.  المشهد، فعلا، غريب جدا. ترى الأستاذ الفرنسي وهو كفرنسي ضليع بلغته يدرس الرياضيات باللغة الفرنسية والتلاميذ فيما بينهم يترجمون ما يقول الأستاذ بلغتهم، فالذي كانوا يريدون أن يبينوه على أنه نجاح في التدريس باللغة الفرنسية، كان دليلا على فشل التدريس باللغة الفرنسية. هذا مع أن الأستاذ يتملك مائة بالمائة اللغة الفرنسية لأنها لغته الأم، ولأن التلميذ مكون أفضل بكثير من التلميذ الحالي، لأنه بدأ تعلم الفرنسية في المدارس الفرنسية، ولأن الفرنسية كانت منتشرة أكثر. ففي الأوساط العامة كان الحديث بالفرنسية أسهل بكثير من الآن. فلماذا تم هذا الرجوع، علمه عند ربي.

بصراحة، لا أجد أي منطق لما جرى وأحاول جهدي فعلا ولا أجد. مثلا أحدهم كان مسؤولا سياسيا، قال عدنا إلى الفرنسية لأن اللغة العربية فشلت. ماذا كان الهدف الذي حدد في الثمانينات وثبت بعد أربعين عاما أنه لم يتحقق؟ لكن هذا المسؤول لم يقل ماذا كان الهدف. وكيف قيم الفشل؟ أيضا لا نعرف. ثم أيضا ما هي مسؤولية اللغة في هذا الفشل؟ أيضا لا نعرف. كل ما نعرف هو أننا عربنا وفشلنا وعدنا عن التعريب. هذا المنطق يصعب علي فهمه رغم تكويني الرياضي.

س. هناك من يقول إن التعريب نفسه لم يتم بالشكل المطلوب، إذ اقتصر على التعليم الثانوي دون أن ينتقل إلى التعليم العالي ؟

ج. طبعا، هذا ما قلناه من البداية. اللغة جزء من الإنسان وكل التكوين يجب أن يكون بنفس اللغة. تم البدء بالمدارس الابتدائية والثانوية، المرحلة التالية كان يجب أن تكون التعليم العالي، لكنه لم يعرب ولا أعلم لماذا. خاصة أن المغرب انفتح على دول ولغات وحضارات أخرى. هناك مغاربة يدرسون بألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، عندما يعودون لديهم هم أنفسهم مشاكل بالتعليم باللغة الفرنسية التي ليست لغتهم وليست لغة تكوينهم.

س. الفرنسية هي السائدة في الإدارة والاقتصاد والبحث العلمي، رغم أن العربية هي اللغة الدستورية. هل التدريس باللغة الفرنسية يمكن أن تكون له نتائج تحقق التنمية والإبداع؟ أم أننا نجرب فقط ما سبق أن جربناه؟

ج. أحيانا، لابد من التجربة ولكن لا تجوز التجربة والمغامرة على مستقبل أجيال بكاملها. واسمح لي أريد أن أحدد هنا أنه عندما ما يجري النقاش في المغرب حول هذه المسألة، كثيرا ما تقارن لغة بلغة أخرى. مثلا هناك من يقول إن لغة العلم لم تعد اللغة الفرنسية وإن لغة العلم هي الإنجليزية، وإنه يجب أن ندرس بها. وقد يأتي آخر ويقول إن الصين هي الدولة التي قد تسيطر على العالم وتحل محل الإمبراطورية الأمريكية، وإنه علينا أن ندرس باللغة الصينية منذ الآن. أعتقد أن هذا النوع من المناقشة عقيم جدا لسببين، أولا: لا توجد لغة باسم “لغة علم” . هناك لغة تُنْشَرُ بالعلم أكثر من لغات أخرى في فترة معينة من الزمن. وثانيا:  لأن النشرات العلمية لا علاقة لها بالتدريس، في الواقع الآن النشرات العلمية التي لا يطلع عليها إلا بضعة آلاف في كل العالم ليست لها علاقة بالتدريس، لها علاقة فقط بالبحث العلمي. هذه النشرات في الوقت الحاضر من المعترف به أن اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة. هذا لا يجعل من الإنجليزية لغة علم وإنما لغة منتشرة في الأوساط العلمية الراقية جدا بين الباحثين العلميين أكثر من غيرها من اللغات. وكانت اللغة الألمانية هي السائدة في فترة من الزمن. اللغة الروسية سادت لعقود. مثلا أنسكلوبيديا الرياضيات الأكثر انتشارا في العالم كانت الروسية، التي ترجمت إلى اللغات العلمية الأخرى يعني إلى الإنجليزية والألمانية واليابانية بشكل خاص. اليابان الآن بعد أن بينوا تفوقهم العلمي والتقني لا يعبؤون حتى بالنشر باللغة الإنجليزية. مثلا تجد أن النشرات العلمية اليابانية أصبحت ضئيلة، لكن براءات الاختراع اليابانية لا تزال في ارتفاع مستمر والمطلع يعرف مثلا في الفيزياء النظرية، في الرياضيات التي لي علم بها، تجد اليابانيين متفوقين جدا، لكنهم لا ينشرون باللغة الإنجليزية؛ لأن العالم الياباني  سيجد صعوبة في كتابة المقال باللغة الانجليزية  أو سيتطلب ذلك منه عدة ساعات عمل، يُفضل ألا ينشر. والأمريكيون خلال فترة طويلة جدا كان ما ينشر من المجلات في موسكو ينشر في نيويورك باللغة الإنجليزية في نفس الوقت، أي تعاد ترجمته. ولدي أمثلة عديدة جدا، فالنقاش حول هل الفرنسية أفضل من الإنجليزية أو الصينية أو الدارجة، نقاش عقيم.

س. لكن ما هو الخيار الأفضل الذي كان مناسبا لنا بدل الفرنسية؟

ج. لا أعتقد أن الذين يدافعون عن الفرنسية مقتنعون بها. أستشف ذلك من خلال تجربتي في التدريس في الثمانينات. وقلت لك إن وضع اللغة الفرنسية، كان آنذاك، أقوى بكثير مما هو عليه الآن. سُئلت، مرة وكنت أدرس الفيزياء الإحصائية لطلاب السنة الرابعة وجاءني بعض الطلاب يسألون لماذا لا تدرسنا باللغة العربية؟ وكانوا يعرفون أن لغتي العربية لا بأس بها. قلت لهم: هل ستفهمون كلمة عشوائي أفضل من الكلمة المقابلة لها بالفرنسية؟ وكان الجواب طبعا أفضل.

س. هل تدريس المواد العلمية والتقنية، ممكن جدا؟ أم أنه يطرح صعوبات بيداغوجية وتقنية معينة؟  

ج. إذا طرح التدريس باللغة العربية صعوبات، كن متأكدا أن هذه الصعوبات لن تكون على مستوى الصعوبات التي نلاقيها وسنلاقيها أكثر فأكثر عندما ندرس باللغة الأجنبية التي لا يتملكها الدارس والمدرس على السواء. هذا هو المشكل الأساسي، الصعوبات دوما موجودة في كل شيء، الصعوبة الأولى هي قلة المراجع باللغة العربية، حتى إذا أصدرت مرجعا فيجب أن يكون هناك من يعود إلى هذا المرجع. من يعود لمرجع باللغة العربية إذا لم يكن التدريس باللغة العربية؟، وهكذا نسير في دوائر مفرغة. كيف تريد أن توجد مصطلحات وليس لها من يستعملها، هذه محاربة طواحين هواء.

س. التدريس بالعربية هو الأداة سؤال خاطئ على ما يبدو والوسيلة الوحيدة لتنمية حتى اللغة العربية هو التدريس بها ؟

ج. اللغة كائن حي، وهذا الكائن الحي يغذي ويُغذى. عندما تتعامل مع لغة فستحييها أيضا وستميت جزءا منها. لن تحتاج من أسماء الليث المائة مثلا إلا لواحد أو اثنين منها، أما في مصطلحات العلمية، فعليك الاختراع ثم إن حضارتنا ولغتنا ذات الثمانية قرون من العلم الذي يجب ألا ينسى، لديها أشياء كثيرة، ارجع إلى كتب ابن الهيثم وسترى أن أسس الضوء عنده ترجمت إلى اللاتينية، قضت اللغة اللاتينية فترة طويلة لترجمة ما يقصد ابن الهيثم بكلمة “انعطاف” إلى أن وصلوا إلى كلمة تقابلها بالعربية الآن وهي “انكسار”، مع أني لا أعرف اللاتينية، لكن كنت بمؤتمر عن ابن الهيثم قبل أربع سنوات بمناسبة السنة العالمية للضوء نظمتها اليونسكو، وكان هناك بعض المختصين بالتراجم من العربية للاتينية وقام أحدهم بهذه الدراسة وبين تردد اللاتينيين بترجمة مصطلح لابن الهيثم.

كتبت هذا المؤلف، ولم أجد صعوبة، وهناك مصطلحات اخترعتها وعددها محدود. موجود في آخر كل مجلد ثبت للمصطلحات بالعربية والإنجليزية، أحيانا إذا كان الاختلاف كبيرا أضيف الفرنسية أو الألمانية.

س. إذا كان الأصل هو أن تكون الأمة متشبثة بلغتها، ولكن كما قلت السيطرة الأجنبية والتخلف من الأسباب التي أدت إلى التشكيك في العربية وأصبحنا كأننا في نزاع مع ذواتنا، ونقف ضد ذواتنا عندما نقول أن العربية غير قادرة؟

ج. أكثر من النزاع مع ذواتنا أعتقد أن لدينا نوعا من انفصام الشخصية، وليس هذا حكرا على المغرب، وإنما تقريبا في كل العالم العربي. إنها فترة انحسار قوية جدا بالنسبة لمنتصف القرن الماضي على الأقل، أي بفترة الخروج من الاستعمار الذي كان موجودا على الأرض.

س. هل تقصد الاستعمار الثقافي واللغوي حاليا ؟

ج. ليس ذلك فقط، هناك نواحي عديدة من الاستعمار، لغوي وثقافي. عندما أطيع أوامر البنك الدولي أو أوامر صندوق النقد الدولي، فهذا أيضا نوع من الاستعمار. عندما يأتون ويقولون يجب لكي نقرضك أن تفعل كذا وكذا وكذا، وأقول لهم آمين، فهذا نوع من الاستعمار الذي لا أفرق بينه وبين وجود جيوش، لكن هذا موضوع آخر.

س. صار التدريس بالفرنسية اليوم شاملا، من الابتدائي إلى التعليم العالي. من هنا، كيف يمكن عمليا، للأسر والمجتمع المدني، خاصة الجمعيات التي تخدم اللغة العربية، التطوع المدني لخدمة اللغة، مثلا عن طريق الترجمة وإتاحة كتب ومعاجم، ووسائل بيداغوجية أخرى، كيف يمكن حتى تبقى العربية لها صلة بالعلم، لا يمكن أن نلغيها كليا ؟

ج. طبعا كل الحياة نضال، والنضال من أجل اللغة العربية يجب أن يقوم به المجتمع. وهناك وسائل حديثة الآن منتشرة، يمكن أن تجرى مناقشات ولقاءات من النوع الذي نقوم به الآن. عندما دعيت لأول مرة لإلقاء محاضرة، قلت أتمنى ألا تكون محاضرة، بل لقاء مع الآخرين، قد نكون نحن مخطئين أو معتزين بلغتنا، ونحن لا نستحق ذلك. نريد أن يقنعنا الآخرون بما يفعلون، لهذا يجب أن تجرى لقاءات من هذا النوع، وتنشر هذه اللقاءات، أن يأتي مثلا ممن قال إننا جربنا وفشلنا ليشرح لنا؛ لأننا فعلا لا نفهم أين الفشل ؟ وكيف وقع؟ وكيف قُيم؟ وما هي مسؤولية اللغة فيه. الناحية الثانية؛ تشجيع الكتابة ونشر الثقافة العلمية هذا ممكن أيضا. ثالثا، أنا مستعد مثلا أن أضع كتابي مجانا على الأنترنت لكي يطلع عليه أي عربي. أصلا كان بودي أن أكتب هذا، كمشروع قديم جدا، كله، بلغتين العربية و الفرنسية، أو العربية والانجليزية صفحة بصفحة، حتى يرى القارئ العربي أن ما كتب بالعربية لا يقل وضوحا عن ما يقرؤه باللغة الأخرى، إذا كان يقرأ باللغة الأخرى. في رأيي هنا مسألة أخرى، أعتقد أنه يجب في الدفاع عن اللغة العربية التفريق بين اللغة والدين. هذا لا يعني أننا نتخلى عن الدين، لكن الدفاع عن الدين والدفاع عن اللغة في رأيي أمران منفصلان، ومن المصلحة ألا نخلط بينهما دوما، لأننا ننطلق هنا من نزاع ثقافي معرفي بحت إلى سياسي صرف. وهذا ليس في مصلحة من يدافع عن اللغة العربية. يعني أنا مثلا لا أقول إنني أدافع عن اللغة العربية لأنها لغة الإسلام. صحيح أن اللغة العربية هي لغة الإسلام، لكنها ليست لغة كل المسلمين، إنها لغة المسلمين الناطقين باللغة العربية؛ أي نحن العرب.

قرأت لناس كأنهم يريدون القول إن من بين المليار أو المليار ونصف مسلم لا يوجد إلا ثلاثمائة مليون مسلم حقيقي، والآخرون لا قيمة لإسلامهم، تسعمائة مليون مسلم لا يتكلمون اللغة العربية، إسلامهم بالنسبة لهؤلاء لا يساوي شيئا، لأن الإسلام في نظرهم هو اللغة العربية.

اللغة العربية موجودة قبل الإسلام، في الشعر الجاهلي والمعلقات كانت تعلق على الكعبة خلال عام كامل. امرؤ القيس قبل محمد صلى الله عليه وسلم قبل مائة وخمسين سنة. وقد أعطيت المثال بكثيرين ممن كتبوا باللغة العربية لم يكونوا مسلمين. كتبوا باللغة العربية لأنها لغة العلم في ذلك الحين، وعندما نقول لغة العلم ليس لأن العلم لا يتكلم إلا بهذه اللغة، وإنما لأنها لغة التواصل بين العلماء، هذا هو المقصود بلغة العلم. والعلماء عددهم قليل، ما معناه يجب أن يتعلم كل الناس لغة العلم إن وجدت، وهي غير موجودة أصلا. وجدت فقط في تلك الفترة بين مطلع القرن التاسع والقرن السادس عشر.

س. مع العلم أن ما نحتاجه كذلك هو الترجمة. وقد ذكر أحد اللسانيين المغاربة، في محاضرة له أنه في سنغافورة وكوريا الجنوبية، هناك مختبرات كبيرة في مختلف دول العالم تشتغل على تطوير ورقمنة اللغة العربية بشكل كبير أفضل من العرب أنفسهم، خارج أرضها وبعيدا عن أبنائها؟

ج. مع الأسف الشديد حصل معي عدة مرات، رأيت أناسا يتكلمون العربية بشكل جيد جدا، فتأكدت أنهم أجانب، بدون تعليق.

س. ماذا تحتاج المنظومة التعليمية بالضبط ؟ حتى لو درسنا المواد العلمية بالعربية، فهل سنتقدم؟ أم ينبغي أن تكون إلى جانبها الإنجليزية ؟ ما الأفضل لنا يعني؟ حتى يكون أقل كلفة مادية ونفسية؟

ج. لكي تتقدم المنظومة العلمية والتربوية والتعليمية في بلد ما يجب أن يُلغى مفهوم التدريس بهذه اللغة أو بتلك اللغة. هذا لا معنى له ولا يوجد في أي مكان، وكل ما يمكن أن يستخلص منه أنه وسيلة لكي لا نتحدث في الموضوع الأساسي وهو أن لدينا منظومة تعليمية، كيف يجب أن ننهض بها؟ ننهض بها من خلال تكوين الأساتذة قبل كل شيء. كيف تبني إذا لم يكن لديك من يبني. وهنا أيضا يمكن أن أعطي المثال بفنلندا التي يعتبر فيها المعلمون والأساتذة حاصلون على باكالوريا زائد خمس سنوات، ودخلهم لا يقل عن دخل الطبيب أو المحامي. هذا أحد النواحي. الناحية الثانية أن نضع برامج. ما هي برامج التعليم في كل مرحلة من مراحل التعليم. هل نحن نضعها لأنفسنا بدون معرفة أو تعاون مع علماء النفس، مع المربين، بدون معرفة الخبرة الأجنبية أيضا في هذا الموضوع، وهي متقدمة جدا. وذلك من أجل أن نعرف ما هي مراحل التعليم التي يجب يدرس وفقها التلميذ. ماذا يجب أن أعطيه في كل مرحلة عمرية. هذا أيضا موضوع يجب أن يطرح أيضا.

وكذلك المحتوى، إذا قررت مثلا أن يتعلم التلميذ نظرية فيتاغورس في السنة الثامنة من التكوين، يجب أن أسأل كيف أعطيه هذه النظرية، إذا قلت يجب أن يتعلم مبادئ الفيزياء في الحادية عشر أو الثانية عشر، يجب أن أتفاهم مع الباحثين في الفيزياء وأساتذة التعليم العالي حول ما هي الأشياء التي تعتبر أساسية لفهم مبادئ الفيزياء في الثانية عشر.

س. يقول أهل التربية إن ذكاء الإنسان ينبع من يديه، بمعنى لا يحتاج فقط إلى المعارف النظرية بل يحتاج إلى توظيف هذه المعارف، وعدم فصل العقل عن اليد، في الورشات وأمور تطبيقية مثل فنلندا وألمانيا ؟

ج. من الواضح أنه لايصح عزل المدرسة عن المجتمع، وعن حاجات المجتمع، فالتدريب العملي مهم في ربط المدرسة بالمجتمع من جهة، وفي تنمية قدرات التلميذ اليدوية والذهنية من جهة ثانية؛ وأضيف هنا ضرورة إعطاء التكوين المهني والتقني حقه، وضرورة توطيد الصلة بين الجامعة والمنتجين، ولكن لنعد إلى موضوعنا. قلت لك فيما قبل إن النقاش حول التدريس بالفرنسية والعربية ثم إضافة اللغة الإنجليزية، كل هذا تشويش يخفي الوقائع. مثلا لماذا لا تدرس الموسيقى بمستويات معينة، لماذا لا تدرس الفنون في بلادنا، مع أن بلادنا أيضا قادرة على إنتاج فنانين. هناك رسامين كبار في كل العالم العربي. لكن لا توجد دراسة فنون بمعنى الكلمة، على أي مستوى من مستويات التدريس من روض الأطفال إلى نهاية التدريس الثانوي. ما هو دور المدارس الخاصة. برامجها، وأشياء كثيرة.

أيضا لنعد إلى فنلندا، لا توجد مدارس خاصة هناك. كل المدارس في فنلندا تابعة للدولة. أصلا التدريس الخاص في فرنسا منشأه هو أن الكنيسة الكاثوليكية لم تقبل الثورة الفرنسية والجمهوريات الفرنسية، وأرادت التركيز على التعليم الديني، فأنشأوا مدارس خاصة بصعوبة وبعد ذلك انتشرت، وهي لم تكن مدارس تجارية، ولكن مدارس إيديولوجية. أما في بلادنا التعليم تجارة. هل هناك شيء آخر غير تجارة في بلادنا، حتى الطب صار تجارة.

س. هناك الذين يقولون بأن الترجمة هي الحل، يعني ترجمة العلوم. وهناك من يقول مثلا بالإنجليزية، إذا كنا سنعتمد لغة أجنبية  فلتكن اللغة الأولى من حيث النشر في العالم؟

ج. قلت لك إن هذا الموضوع يخفي حقيقة المشكلة. التدريس لا يكون ولن يكون إلا بلغة الوطن، ولا يوجد كما قلت لك في البداية بلد واحد تقدم باستعمال لغات أخرى، لا في فنلندا ولا الدنمارك ولا إيسلندا الخ. فهذا أيضا في النقاش يدل على مستوى ثقافة المُناقش. لنعتمد لغة العلم الإنجليزية. ما هي لغة العلم. ماذا تعني بلغة العلم؟

س. هم يقولون إنها لغة علم لأنها الأكثر تداولا في الدوريات المحكمة العالمية؟

ج. من يقرأ الدوريات المحكمة عالميا. عندما يكون لديك مائة ألف تلميذ مغربي يدخلون إلى السنة الابتدائية، كم واحد منهم يصل إلى الباكالوريا؟ كم واحد منهم يصل إلى مرحلة الإجازة؟ وكم واحد منهم سيبدأ بالبحث العلمي؟ واحد بالألف أو أقل؟ فهل ستجبر تسعة وتسعين ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين آخرين على تعلم الإنجليزية حتى تنقذ هذا الواحد بالمائة ألف الذي سيتكلم لغة العلم عندما يقوم بأبحاثه. شيء من العقل يا سيدي.

س. نحن نسأل ؟ الأجوبة سيستفيد منها الباحثون والعموم، عموم الناس يعني، إذا كانت فقط لك كلمة أخيرة تختم بها الحوار حول تدريس العلوم؟

ج. كلمة أخيرة هو أولا أن أشكركم. أتحتم لي الفرصة لإبداء بعض الآراء حول هذا الموضوع الذي أعتقد أنه في غاية الأهمية بالنسبة لمستقبل بلادنا. وثانيا، آمل أن يستمر الحوار وأن يستمر الحوار مع الآخرين الذين لا يرون ما نرى. يعني إذا استطعتم يوما جمعي مع أحد المدافعين عن التدريس بالإنجليزية أو أي لغة أخرى، فسأكون سعيدا جدا بالمناقشة معه.

 

شارك عبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *