دراسة التراكيب القرآنية في تفاسير الصحابة الواردة في «جامع البيان» للإمام الطبري

دراسة التراكيب القرآنية في تفاسير الصحابة الواردة في «جامع البيان» للإمام الطبري

يشكل بيان التراكيب القرآنية ثلث التفسير اللغوي[i] عن الصحابة، بالمقارنة مع اهتمامهم ببيان المفردات، الذي يشكل ثلثي هذا التفسير.

    وكان فهمهم لهذه التراكيب يخضع لعوامل عديدة ساهمت في تحديد ما قالوا به من معاني، كعناصر الجملة وترتيبها، ووضع اللفظ للمعنى، وكيفية دلالة اللفظ على المعنى.

    غير أن الملاحظ لتفسير الصحابة يرى أن الطابع العام هو الاهتمام بالمعنى الإجمالي، وعدم الإطالة في التفسير. حتى إنهم قد يكتفون بإضافة كلمة واحدة إلى الآية ليتضح معناها. من ذلك تحديدهم إلى أي شيء يقع الرجوع في قوله تعالى: (فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) (سورة البقرة،آية:8).

    قال الإمام الطبري: “وثني موسى بن هرون قال: ثنا عمرو بن حماد قال: ثنا اسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: “فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ” فهم لا يرجعون إلى الإسلام”[ii].

    بل قد لا يفسر الصحابي الآية إذا كانت مفهومة الظاهر. كما هو الشأن في قوله تعالى: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (سورة البقرة،آية:217) فإن أبى جعفر لم يورد فيها قولا لأي صحابي. وقوله تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (سورة آل عمران،آية:19) فإنه -كذلك- لم يورد فيهما قولا للصحابة وإنما أورد فيهما روايتين عن مجاهد الذي هو من طبقة التابعين[iii].

1 – عناصر الجملة وترتيبها

    كان من بين اهتمامات الصحابة في التفسير العناية بعناصر الجملة وترتيبها. لذلك تجدهم يهتمون ببيان مسائل تخص عناصر التركيب في الجملة ومواضع ترتيبها، كتوضيح الفعل والفاعل والمفعول، وتحديد المضمر، وتقدير المحذوف، وبيان المقدم والمؤخر، وما إلى ذلك.

– بيان الفعل والفاعل والمفعول: إن عناية الصحابة في تفسيرهم بتوضيح تركيبات الجملة من أجل فهم المعنى المطلوب من الآيات، جعلهم يهتمون ببيان الفعل والفاعل والمفعول سواء كان ظاهرا أو مضمرا أو محذوفا. من ذلك ما رواه علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) (سورة المائدة،آية:67) قوله: “يعني إن كتمت آية مما أنزل عليك من ربك لم تبلغ رسالته”[iv].

وفي قوله تعالى: (إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) (سورة مريم،آية:84) قوله: “أنفاسهم التي يتنفسون بها في الدنيا. فهي معدودة كسنهم وآجالهم”[v].

– بيان معاني الحروف: من ذلك ما أخرجه الإمام الطبري: “حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن عُلَية، عن هشام الدستوائي، قال: ثنا عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، قال: قلت لسعد (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (سورة الماعون، آية:5) أهو ما يحدّث به أحدنا نفسه في صلاته؟ قال: لا ولكن السهو أن يؤخِّرها عن وقتها”[vi]. ففهم سعد بن أبي وقاص لوظيفة حرف “عن” جعله يفهم من الآية أن الوعيد يخص الساهين الذين يخرجون الصلاة عن وقتها.

– تقدير المضمر: من ذلك ما أخرجه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) (سورة هود، آية: 46) يقول سؤالك عما ليس لك به علم”[vii]. فابن عباس في هذا الأثر بين أن الضمير “الهاء” يعود على مسألة نوح ربه في قوله تعالى على لسان نوح: (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) (سورة هود،آية:45).

– تقدير المحذوف: وهو كثير في تفسير الصحابة. من ذلك ما رواه علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: “(فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ..) (سورة الأعراف، آية: 156) يعني: الشرك”[viii]. وما رواه الطبري: “ثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن اسحق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا) (سورة البقرة، آية: 24) فقد بين لكم الحق”[ix]. فابن عباس قام بتفسير الآية بتقدير المحذوف فيها. وهو جواب الشرط للشرط: “فإن لم تفعلوا”.

– بيان المقدم والمؤخر: في مثل ما رواه الطبري: “حدثني به الحارث قال، حدثنا أبو عبيد قال، حدثنا حجاج، عن هارون بن موسى، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن عباس في هذه الآية قال: إنهم إذا رأوه فقد رأوه، إنما قالوا جهرةً  (أَرِنَا اللهَ) قال: هو مقدّم ومؤخر”[x]. فابن عباس بين أن “جهرة” في قوله تعالى: (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً) (سورة النساء، آية: 153) مؤخر معناه التقديم. وتقديره -حسب ابن عباس- فقالوا جهرة أرنا الله. فالملاحظ أن ابن عباس قد استعمل لفظة “المقدم والمؤخر” وهذا يدل على أن العناية بالمقدم والمؤخر قد ظهرت مبكرا مع الصحابة.

2 – توضيح وضع اللفظ للمعنى:

    من أهم ما ورد في تفسير الصحابة -كذلك- اهتمامهم بتوضيح وضع اللفظ للمعنى. ويظهر هذا في قولهم بالعموم والخصوص. فأبو هريرة رضي الله عنه لم يفهم من قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (سورة البقرة، آية: 159) الخصوصية بأحبار أهل الكتاب وعلمائهم، وإنما فهم منه العموم. قال الطبري: “حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، حدثنا أبو زرعة وَهْب الله بن راشد، عن يونس قال، قال ابن شهاب، قال ابن المسيب: قال أبو هريرة: لولا آيتان أنـزلهما الله في كتابه ما حدَّثت شيئًا: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْـزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ..) (سورة البقرة، آية: 159) والآية الأخرى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ..) سورة آل عمران: 187”[xi].

    وكذلك سلمان فيما رواه عنه الطبري قال: “حدثني أحمد بن عثمان بن حَكيم، قال: ثنا عبد الرحمن بن شَرِيك، قال: ثني أبي، قال: ثني الأعمش عن زيد بن وَهب وغيره، عن سَلْمان، أنه قال في هذه الآية (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (سورة البقرة، آية: 11) قال: ما جاء هؤلاء بعدُ”[xii].

    كما أن ابن عمر خص كلمة “الفسوق” من قوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (سورة البقرة، آية: 197) -بمعاصي الله في الإحرام مما نهى عنه فيه من قتل صيد وأخذ شعر وتقليم أظافر، فيما رواه الطبري: ” ثني المثنى، ثنا سويد، أخبرنا بن المبارك عن محمد بن اسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال: الفسوق ما أصيب من معاصي الله به، صيد أو غيره”[xiii].

3  – كيفية دلالة اللفظ على المعنى:

    كما نجد الصحابة يهتمون بعمق دلالة التركيب، ولا يكتفون بظاهره، فقد تسنى لهم بحسهم اللغوي إدراك كيفية دلالة اللفظ على المعنى. حتى أنهم لا يكتفون -أحيانا- بالمنطوق بل يهتمون بالمفهوم مما ساعدهم على استنباط الأحكام. من ذلك ما رواه الطبري: “ثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرواق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رجال من الأنصار ممن يهل لمناة في الجاهلية – ومناة صنم بين مكة والمدينة- قالوا يا نبي الله، إنا كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة، فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنول الله تعالى ذكره: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (سورة البقرة، آية: 158). قال عروة فقلت لعائشة : ما أبالي ألا أطوف بين الصفا والمروة ! قال الله: (فلَاَ جُنَاحَ عَلَيهِ) قالت: يا ابن أختي ألا ترى أنه يقول: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ) ؟ قال الزهري: فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال: هذا العلم !”[xiv].

    كما أنهم نفذوا إلى أعماق إشارة النص القرآني فمثلا في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ 204 وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ 205 وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ 206) (سورة البقرة، آية: 204 إلى 206). فهم كل من علي وابن عباس وعمر اقتتال المنافق والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، قال الطبري: “ثني محمد بن عبد الله بن بزيع قال: ثني جعفر بن سليمان قال: ثنا بسطام بن مسلم قال: ثنا أبو رجاء العطاردي قال: سمعت عليا في هذه الآية: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) إلى (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)، قال علي: “اقتتلا ورب الكعبة”[xv].

    وقال الطبري كذلك: “حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) إلى قوله: ( وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السُّبْحة وفرغ، دخل مربدًا له، فأرسل إلى فتيان قد قرأوا القرآن، منهم ابن عباس وابن أخي عيينة، قال: فيأتون فيقرأون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف. قال فمرُّوا بهذه الآية (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) قال ابن زيد: وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله، فقال ابن عباس لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان؟ فسمع عمر ما قال، فقال: وأيّ شيء قلت ؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين! قال: ماذا قلت ؟ اقتَتل الرجلان ؟ قال فلما رأى ذلك ابن عباس قال: أرى ههنا مَنْ إذا أُمِر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يَشري نفسه ابتغاءَ مرضاة الله، يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشتري نفسي ! فقاتله، فاقتتل الرجلان! فقال عمر: لله بلادك يا ابن عباس”[xvi].

4 – الأوجه البيانية:

    يدخل في دراسة التراكيب كذلك، دراسة خواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، ودراسة خواصها من حيث اختلافها وتعرف وجوه تحسين الكلام. وهذه تندرج كلها تحت البلاغة.

    لكن الصحابة في تفسيرهم لم يهتموا إلا ببعض ما يتعلق بدراسة خواص الكلام من حيث اختلافها وذلك حينما وضحوا الصور البلاغية. وحينما أشار ابن عباس إلى الكناية. ففيما يتعلق بتوضيح الصور البلاغية: روى الطبري: ” حدثني به موسى بن هارون, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط، عن السُّدّيّ، في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس – وعن مُرَّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ)، زَعم أنَّ أناسًا دخلوا في الإسلام مَقدَم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ثم إنهم نافقوا، فكان مثلهم كمثل رجُل كان في ظلمة فأوقد نارًا فأضاءت له ما حوله من قَذًى أو أذًى فأبصره حتى عرف ما يتَّقي، فبينا هو كذلك، إذ طَفِئَت ناره، فأقبل لا يدري ما يتَّقي من أذًى. فكذلك المنافق: كان في ظلمة الشرك فأسلم، فعرف الحلالَ من الحرام، والخير من الشر، فبينا هو كذلك إذْ كفَر، فصار لا يعرف الحلال من الحرام، ولا الخير من الشرّ. وأما النُّور، فالإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت الظلمة نفاقهم”[xvii].

    ومن ذلك أيضا ما رواه الطبري: “ثنا ابن وكيع قال: ثنا أبي، عن محمد بن سليم، عن ابن أبي مليكة: أن عمر تلا هذه الآية: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) (سورة البقرة، آية: 266)، قال: هذا مثل ضرب للإنسان: يعمل عملا صالحًا، حتى إذا كان عنده آخر عمره أحوجَ ما يكون إليه، عمل عمل السوء”[xviii].

    أما عن الكناية فقد جاء ابن عباس فيما رواه الطبري: “حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد، قال : ثنا إبراهيم، عن يزيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قوله: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) (سورة البقرة، آية: 187) قال: هن سكن لكم، وأنتم سكن لهن”[xix].

    وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الشعر كان من أهم الوسائل التي ساعدت الصحابة على إدراك مجازات القرآن الكريم وفهمها حسب استعمالات العرب من ذلك ما رواه الطبري: ” حدثنا أبو كُريب: قال: ثنا مُصْعَب بن سلام، عن الأجلح، عن عكرِمة، عن ابن عباس، قال: أتاه رجل وأنا جالس فقال: أرأيت قول الله: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) قال: لا تلبسها على معصية ولا على غدرة، ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفيّ:وإنّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فاجِرٍ * لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنَّعُ “[xx].


[i] انظر: درجة حضور التفسير اللغوي من خلال الجداول المثبتة آخر الفصل الأول والثاني من هذا الباب.

[ii] جامع البيان، المجلد: 1، ص: 332، الأثر: 403.

[iii] انظر: جامع البيان، المجلد: 6، ص: 279، الأثر: 6771-6772.

[iv] جامع البيان، المجلد: 10، ص: 468، الأثر: 12270.

[v] جامع البيان، الجزء: 16، ص: 126.

[vi] جامع البيان، الجزء: 30، ص: 311.

[vii] جامع البيان، الجزء: 12، ص: 53.

[viii] جامع البيان، المجلد: 13، ص: 160، الأثر: 15211.

[ix] جامع البيان، المجلد: 1، ص: 379، الأثر: 502.

[x] جامع البيان، المجلد: 9، ص: 359، الأثر: 10772.

[xi] جامع البيان، المجلد: 3، ص: 252، الأثر: 2377.

[xii] جامع البيان، المجلد: 1، ص: 288، الأثر: 338.

[xiii] جامع البيان، المجلد: 4، ص: 138، الأثر: 3656.

[xiv] جامع البيان، المجلد: 3، ص: 238، الأثر: 2351.

[xv] جامع البيان، المجلد: 4، ص: 244، الأثر: 3998.

[xvi] جامع البيان، المجلد: 4، ص: 245، الأثر: 3999.

[xvii] جامع البيان، المجلد: 1، ص: 322، الأثر: 388.

[xviii] جامع البيان، المجلد: 5، ص: 545، الأثر: 6095.

[xix] جامع البيان، المجلد: 3، ص: 492، الأثر: 2934.

[xx] جامع البيان، الجزء: 29،ص: 145.

شارك عبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *